بطانة الرحم المهاجرة: الأسباب، الأعراض، والتشخيص
- asmaa fawzy
- Aug 8, 2024
- 3 min read
بطانة الرحم المهاجرة، أو ما يُعرف باسم "الانتباذ البطاني الرحمي"، هي حالة طبية مزمنة تصيب النساء وتحدث عندما تنمو أنسجة بطانة الرحم خارج الرحم. هذه الحالة تسبب آلاماً شديدة وقد تؤدي إلى مضاعفات تؤثر على الصحة العامة وجودة الحياة. يعاني منها العديد من النساء حول العالم، لكنها قد تظل غير مكتشفة لفترات طويلة نظراً للتشابه الكبير بين أعراضها وأعراض أمراض أخرى.
الأسباب
لم يُعرف السبب الدقيق وراء حدوث بطانة الرحم المهاجرة حتى الآن، ولكن هناك عدة نظريات تُفسر حدوث هذه الحالة:
الحيض الارتجاعي: يُعتقد أن هذه النظرية هي الأكثر قبولاً، حيث يحدث تدفق للدم والأنسجة من الرحم عبر قناتي فالوب إلى تجويف البطن بدلاً من الخروج من الجسم. يمكن لهذه الأنسجة أن تلتصق بالأعضاء الأخرى وتنمو هناك.
التحول الجنيني: يعتقد بعض العلماء أن الأنسجة البطنية يمكن أن تتحول إلى أنسجة شبيهة ببطانة الرحم نتيجة لعوامل هرمونية أو بيئية.
انتشار الخلايا البطانية عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي: هناك نظرية تشير إلى أن الخلايا من بطانة الرحم يمكن أن تنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي.
الاستعداد الوراثي: قد تكون النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي لبطانة الرحم المهاجرة أكثر عرضة للإصابة بها.
عوامل مناعية: هناك اعتقاد بأن جهاز المناعة قد يلعب دورًا في عدم القدرة على تدمير الأنسجة التي تنمو في أماكن غير طبيعية.
الأعراض
تتفاوت أعراض بطانة الرحم المهاجرة من امرأة إلى أخرى، ولكنها غالباً ما تشمل:
آلام الحيض: تعتبر الآلام الشديدة أثناء الحيض من أكثر الأعراض شيوعاً. قد تبدأ الآلام قبل الدورة الشهرية وتستمر لفترة بعدها.
آلام الحوض: قد تعاني المرأة من آلام مزمنة في منطقة الحوض لا ترتبط بالحيض.
آلام أثناء الجماع: تعاني بعض النساء من آلام شديدة أثناء الجماع نتيجة وجود أنسجة بطانة الرحم في الأعضاء التناسلية.
آلام أثناء التبول أو التبرز: خصوصاً خلال فترة الحيض.
النزيف الغزير أو غير المنتظم: قد تعاني بعض النساء من نزيف حيضي غزير أو نزيف بين الدورات الشهرية.
العقم: يعتبر العقم واحداً من المضاعفات الأكثر خطورة المرتبطة ببطانة الرحم المهاجرة، حيث تشير الدراسات إلى أن ما يصل إلى 30-50% من النساء المصابات بهذه الحالة يعانين من مشاكل في الحمل.
اقرأ عن افضل علاج لبطانة الرحم المهاجرة
التشخيص
تشخيص بطانة الرحم المهاجرة قد يكون صعبًا ويستغرق وقتًا طويلاً، ويشمل عدة خطوات:
التاريخ الطبي والفحص البدني: يبدأ الطبيب بأخذ تاريخ طبي شامل وفحص منطقة الحوض للبحث عن علامات غير طبيعية مثل الكتل أو الألم.
الأشعة الصوتية: يمكن استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية لرؤية الأكياس أو الأنسجة غير الطبيعية داخل الحوض، ولكن هذا الفحص قد لا يكشف دائمًا عن جميع الأنسجة المتأثرة.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يمكن استخدامه لتقديم صورة أكثر تفصيلاً للهياكل الداخلية.
تنظير البطن: هو الطريقة الأكثر دقة لتشخيص بطانة الرحم المهاجرة. يتم إجراء شق صغير في البطن وإدخال أداة صغيرة تحتوي على كاميرا لفحص تجويف البطن والحوض.
العلاج
العلاج يعتمد على شدة الأعراض، ورغبة المرأة في الحمل، وعوامل أخرى:
العلاج الدوائي:
مسكنات الألم: تستخدم لتخفيف الألم، ولكنها لا تعالج السبب الأساسي.
العلاج الهرموني: يمكن استخدام العلاج الهرموني لتنظيم أو وقف الدورة الشهرية، مما يساعد في تقليل الألم والنزيف.
الجراحة: في بعض الحالات، قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة الأنسجة المهاجرة، خصوصاً إذا كانت تسبب آلامًا شديدة أو تعيق الحمل.
التغيير في نمط الحياة: قد يساعد تحسين النظام الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتقليل الإجهاد في إدارة الأعراض.
العلاج البديل: مثل العلاج بالإبر، والتدليك، واليوغا، والتي قد تساعد في تخفيف الألم وتحسين جودة الحياة.
بطانة الرحم المهاجرة هي حالة مزمنة ومعقدة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياة النساء المصابات بها. على الرغم من عدم وجود علاج نهائي حتى الآن، إلا أن العلاجات المتاحة يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة. من المهم للنساء اللاتي يعانين من أعراض مشابهة أن يطلبن استشارة طبية للحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب.